ليتنى أعيش لأحكيها

2.12.10



بسم الله الرحمن الرحيم
ليتنى أعيش لأحكيها


فى عام
2030

دخل المعتدون ارضنا بعد ان باعها و باعنا معها من أمروا علينا ,  الى جيوش جمعت نفسها من أعدائنا , كما حدث سالفا فى السودان و ليبيا بعد ان سقطتا  المغرب و الجزائر تباعا , و من قبلهما العراق و فلسطين.
فى أحد كهوف هذا التل , رجلان متخفيان فى ملابس يقرب لونها من صخوره , و عليهم غطاء اسود داكن.

على       :
لم يبقى فى البيوت و المدن الا النساء و الاطفال و الشيوخ , رجال قليلون , و صبية , يساعدوهم فى البحث عن طعام و شراب لهم: فقد هرب كثيرون خارجها و اخذوا كل ماستطاعوا , و تركوا خلفهم القليل , يعيش عليهم من بقى منهم ..... ندر الطعام و لوثت المياه , اما اذا أردتهما , فانظر الى اعلى ذلك التل , ترى قصورا حول هذه القلعة, فيها جيش الاعداء و منافقيهم , يحتمون بموقعهم المرتفع. فاما أن تذل نفسك لهم , و اما أن تسرق حقك منهم و غالبا ما يقتل من فكر فى هذا.
أما عن باقى الرجال , فالناس لا تعرف الى أين ذهبوا , و لكنهم يتسامرون فيما بينهم عنهم , أتعلم ماذا يقولون ؟
مؤمن     :
( مبتسما) نعم أعلم , يظنون ان اللواء عبدالله يجمع جيشا ليحرر ارضهم.

فى لمح البصر ظهر أمامهم سالم
سالم      :
هل هذا وقت تسامر , هيا لقد حان  دوركما لقد أطفأت الانوار.
______

كعادتهم جميعا يريدون أن يذكروا أنفسهم بما يحدث و ما حدث.
-         لقد خرج بعض الجنود من الجيش المصرى - الذى اصبح تابعا للغزاة - , يقودهم اللواء حاتم عبدالله أحد قادة الجيش سابقا, و يزعم انهم سيخرجوهم من أرضنا بهذا العدد القليل. قد استطاعوا سرقة أسلحة كافية لعددهم , و منهم من يقوم بأمر طعامهم و شرابهم , بقطع الطرق على الشاحنات الصاعدة الى هذا التل و التى تحصل على بضائعها من ضفتى النيل. –
أما عن رجالنا , فقد كانوا مختبئين بين الكهوف و يتقدمون شيئا فشيئا  قبل اذان الفجر بساعتين , استطاع بعضهم التسلل الى مولدات الكهرباء لفصلها حتى لا يتم كشفهم , و كانت بداية تنفيذ الخطة حينما تطفأ أنوار.

سرعان ما بدؤا فى الحركة , قسموا أنفسهم الى سرية تحمى المطلع الى التل , و اخرى تحمى المنزل , و الباقى يتقسمون طبقا للخطة على ثكنات العدو , و يتسلل اخرون للاستيلاء على الموافع الحيوية.

كان القتال عنيفا , و مع قلة عددهم , كان الله يوفقهم الى ضربات سديدة , فى اماكن حيوية و سرعان ما كسرت استهانة عدوهم  بهم , و القى الله فى نفوسهم رهبة هزتهم , فتقهقروا الى نهاية التل ليحتموا بقصورهم و قلاعهم من الموت , و لكنه اتيهم و لو فى بروج مشيدة. تجمع المعتدون و اخرون من دمائنا – تعرفونهم , حكمونا عقودا من قبل , عاونوهم و توددوا اليهم ليذلوا أهلهم, و هم انفسهم من قبل مهدوا اليهم طريق الدخول الى أبواب بلادنا -

استولى الجنود على اسلحة ثقيلة من مخازن الاسلحة , و قام المدربون منهم بقصف هذه القصور , و الباقون يحمونهم , و من ثقل هذا الضرب اهتز المكان هزة عنيقة تشققت منها الارض , و انقلبت البقعة التى كانت حماية لهم رأسا على عقب حتى سوت هذه الحصون التى ظنوها منيعة بالارض.
سجد الجنود كلهم , و أخذوا يكبرون بصوت هز أرجاء المدن من حولهم , كل الناس خرجت تنظر فوجدت ما حدث للتل , و عرفت ان ما كانوا يتسامرون به لنما هوحقيقة.

مؤمن :
الله أكبر , ألم أخبرك يا على بأن نصر الله قريب .
على :
الحمد لله , لقد أطفأ الله نارى لأهلى , و سرح قليلا و نظر على يمينه يشير الى لوحة  كتب عليها ( مقابر الدويقة ) و أخذ يخطو
شيئا  فشيئا:
     و يكمل كلامه: كنت طفلا حينها , أمرتنى أمى أن أحضر لها شيئا , لم اكمل خطوتين بعيدا عن بيتنا  و أنا أنظر اليه
مبتسما , و
بمجرد أن أغمضت عينى و فتحتها , لم أرى بيتنا ثانية , كان فيه ابى و امى و جدتى و اخوتى , كلهم فى لحظات , رحلوالأننا لم  نكن نعتبر أناسا حينها , و لم نكن على خريطتهم , و حينما ماتوا , لم يردوا حقوقهم , و لم اكن اتوقع ردها , فقد عشنا كثيرا و هى مسلوبة منا .

مؤمن    : لعل الله أحياك لتثأر لهم و لأمتنا كلها,
و لكن ابقى قليلا من غضبك , فنحن فى أشد الحاجة اليه ....... فمازال الطريق طويلا الى بيت المقدس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
موهندس خانة © 2013 | Plantilla diseñada por Ciudad Blogger